الحدث نظّمَته شركة «Threshold»، وقد لاقى نجاحاً لافتاً ومُميّزاً، وهو بالتالي حدثٌ رياضيّ فريد من نوعه في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، حيث يُشرف عليه المدير العام للشركة كارين لحّود، بمساعدة أمين ديب وجوني شلهوب. وشاركَ فيه المئات من المتسابقين المُحترفين والهُواة من مختلف الأعمار والجنسيّات.
وقد تضمَّن هذه السنة ثلاث سباقات: 3 كلم (12-15 سنة)، وسباقي 7 كلم المُستحدَث (15 حاجزاً)، و13 كلم من أعمار مختلفة (30 حاجزاً).
واللافت في الأمر، مُشاركة خمسين فرداً من أبناء شهداء الجيش، كذلك شاركَ العديد من المتسابقين الأجانب من السفارة الأميركية وغيرها، الذين أبدوا إعجاباً كبيراً بالحدث الذي يُنظَّم للمرّة الثانية.
وقد امتدّت السباقات على مساحة طولُها 13 كلم، التي كانت مسرحاً لأجواء تجمَع بين اللهو والجدّية، التحدّي والتسلية، القوّة والليونة، السرعة والترَوّي، العجَلة والصَبر، الحواجز المليئة بالتحدّيات والمشاقّ والصعوبات. لكنّه، في الوقت عينه، مثير للاهتمام ومسَلٍّ.
وتضمَّنَ السباق حواجز شبيهة بتلك التي يتدرّب عليها المُقاتل في فوج المغاوير، كالزحف في الوحول وتسَلّقِ الجبال. وتعيَّنَ على المتسابقين تخَطّي الحواجز أو العوائق بأسرع زمن مُمكن، لكنّهم، بالطبع، اصطدموا بتحدّيات هائلة، إذ تختلف الصعوبة بين عائق وآخر، فكان العائق الأوّل، مثلاً، «رَشّ المياه القوية» على المُتسابقين، ومن ثمّ الزحف في الوحول وتسَلّق الجبال، وغيرها من التحَدّيات.
الحدث بدأ باكراً
الحدث الذي انطلقَ منذ الصباح الباكر، حضَره حشدٌ من الشخصيات المدنيّة والعسكريّة، تقَدَّمَهم مُمثّل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد جان دعبول، وقائد مغاوير البحر العقيد محمد المصطفى، بالإضافة إلى كبار الضبّاط وفعاليات رياضية واجتماعية.
بدأ السباق بالنشيد الوطني اللبناني، أنشَدته الفنّانة ألين لحّود، وتخَلّله أيضاً عروض في «فيتنس» للثنائي نتالي برباري وجوانا سعاده، وأضيفَت إلى أجواء السباق عروض بهلوانية مثيرة وحماسية لفرقة «parkour liban»، وموسيقى على أنغام «dee jay»، وساهمَت إدارة زعرور كونتري كلوب و»زعرور تيم» في تأمين كافة المتطلبات اللوجستية، وتوَلّى الدفاع المدني والصليب الأحمر مواكبةَ السباق.
جولة لـ«الجمهورية»
وفي جولة «الجمهورية»، أبدى العديد من المُشاركين فرحتهم بهذا الحدث، فقالت ريتا فرنجيه (35 عاماً): أنا أمٌّ لثلاثة أطفال وأهوى ممارسة الرياضة في الطبيعة، أتيتُ من زغرتا لأشارك، وأنا عادةً أقوم مع مجموعة من رفاقي بالسير مرّةً كلّ أسبوع إلى القرنة السوداء، وما شاهدتُه اليوم نالَ إعجابي».
أما زميلتها مارينا فينيانوس (21 عاماً)، طالبة في الجامعة الأميركية، فقالت: «الحدث غاية في الروعة، وفوجئنا بضخامة التنظيم، ولاقَينا بعض الصعوبات، لكنّنا حقّقنا ما نصبو إليه بالوصول إلى نقطة النهاية من دون كللٍ أو مَلل».
من جهته، قال بيار فرنسيس (57 عاماً)، وهو رجل أعمال: «إنّ اللبنانيين يحتاجون إلى ما يخَفّف من الضغوط المتزايدة عليهم، على خلفية الأوضاع السياسية والأمنية السائدة. صراحةً، إنّ الأجواء هنا أكثر من ممتازة، وتَجمَع بين حبّ التحَدّي والمرح والتسلية».
وأضافَ يوسف طعمه (15عاماً)، وهو طالب مدرسي: «شاركتُ الموسم الفائت وحقّقت نجاحات، واليوم كنتُ على الموعد وتمكّنت من تخَطّي كلّ الحواجز بخِفّة كوني أمارس لعبة التايكواندو التي تتطلب ليونة في التعامل مع هذا الحدث».
http://www.aljoumhouria.com/news/index/256858